خلص فلسطينيو أوروبا في مؤتمرهم السادس المنعقد في كوبنهاغن، الذي حضره ما يقارب عشرة آلاف مشارك يتوزّعون على وفود جاءته من شتى أرجاء القارة الأوروبية، وبحضور شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة وفاعلة من فلسطين وخارجها؛ إلى مقرّرات حرّروها في البيان الختامي للمؤتمر الذي أطلقوا عليه اسم "وثيقة الستينية".

وجاءت "وثيقة الستينية" في ديباجة، وخمسة عشر بنداً، وخاتمة؛ لتعبِّر عن التصوّرات الكبرى لفلسطينيي أوروبا ومواقفهم، في الذكرى السنوية الستين لنكبة الشعب الفلسطيني، "وبكل ما تستدعيه هذه الذكرى من آلام عاشها الشعب الفلسطيني عبر تلك الكارثة التي جرى إيقاعها عليه، وبكلِّ ما جرّته عليه النكبة من محنمتلاحقة ومآسٍ متواصلة"، وفق ما جاء في الديباجة.

وأوضحت ديباجة الوثيقة أنّ هذه المقررات تأتي "تأسيساً على ما ورد في مقرّرات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، التي انعقدت بحضور مؤسّساتهم وجمعيّاتهم واتحاداتهم وجماهيرهم في لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا (2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وانطلاقاً من المداولات والمشاورات التي تخللتها أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، الذي انعقد بنجاح كبير في كوبنهاغن، اليوم السبت، الثالث من أيار (مايو) 2008، والذي نظّمته الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في الدانمرك، بالاشتراك مع المؤسسات الفلسطينية العاملة في الدانمرك وخارجها".

كما تتمثل هذه المقررات الشعار الذي رفعه مؤتمر فلسطينيي أوروبا السادس، في الذكرى السنوية الستين للنكبة الفلسطينية: "ستون عاماً وللعودة أقرب"، حسب الإشارة الواردة في ديباجة الوثيقة.

جزء من الشعب ومعايشة للهم المشترك

وجاء في البند الأول من الوثيقة "يشدِّد الفلسطينيون في أنحاء القارة الأوروبية، على أنّهم جزء من الشعب الفلسطيني بعمقه التاريخيّ وإرثه الحضاريّ وبهويّته العربية والإسلامية، وعلى أنّ الشعب الفلسطيني في شتى مواقع انتشاره هو وحدةٌ واحدة، لا تنفصم عراها ولا تقبل التجزئة".

وتنصّ "وثيقة الستينية" في بندها الثاني على أنّ الفلسطينيين في أوروبا، يعلنون "استمرارَهم في التشبّث بهويّتهم الوطنية الفلسطينية، وخصوصيّتهم الثقافية، وأنهم يعايشون الهمّ الفلسطيني المشترك، وينافحون عن الحقوق الفلسطينية العادلة التي لا تقبل التفريط أو التجزئة، ولا المساومة أو الإرجاء".

لا تنازل عن حق العودة

وتتابع الوثيقة "يواصل الفلسطينيون في أوروبا، شأنهم شأن أبناء شعبهم جميعاً، التشديد على حقِّهم في العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها، مؤكدين رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخوِّلوا أحداً للتنازل عنه".

وطالب الفلسطينيون في أوروبا، المجتمع الدولي "بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير وطوال سنوات اللجوء والشتات وما تخللها من معاناة مركّبة وأضرار جسيمة".

في ستينية النكبة

وبشأن حلول ستينية النكبة؛ تستهجن الوثيقة "بأقصى العبارات، الخطوات التي اتخذتها بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية في أوروبا، في التساوق مع الاحتفال بتأسيس دولة الاحتلال، رغم ما تعنيه هذه الاحتفالات من استخفاف جسيم بالنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني سنة 1948؛ وبكل ما تضمنته من مجازر جماعية وتطهير عرقي وطرد منهجي للسكان وتدمير لمئات القرى وتزوير لهوية الأرض الفلسطينية وتاريخها".

ولاحظ الفلسطينيون في أوروبا، "بإكبار واعتزاز، أنّ حلول الذكرى السنوية الستين للنكبة يأتي بينما يواصل الشعب الفلسطيني التمسّك بحقوقه الوطنية والتطلّع إلى تحقيق آماله المشروعة، رغم التضحيات الجسيمة والمتواصلة التي ما زال يتكبّدها هذا الشعب المصابر على هذا الدرب، وإنّ هذا الصمود وذاك الإصرار، إنما يعزِّز البشرى بقرب تمكّن الشعب الفلسطيني من حقوقه ونيل حريّته وتحقيق مطالبه المشروعة أسوة بشعوب العالم".

تضحيات الشعب .. وأوضاع القدس

وقال الفلسطينيون في أوروبا، في البيان الختامي الصادر عن مؤتمرهم إنهم يثمِّنون "باعتزاز كبير، صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة التي قدّمها عبر قرابة قرن من الزمن، من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره ومقدّساته، وذوْداً عن حقوقه وحريّته وكرامته، وهو ما مكّن هذا الشعب الذي تمسّك بحقه المشروع في مقاومة الاحتلال؛ من العبور بقضيّته إلى آفاق تنفتح على عودته الكريمة وتقريره لمصيره، والخلاص من الاحتلال والسيادة على أرضه الفلسطينية".

وفي ما يتعلق بمدينة القدس جاء في الوثيقة "يحذِّر الفلسطينيون في أوروبا من خطورة التهديدات المتعاظمة التي تحدق بمدينة القدس الشريف، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، جراء سياسات التهويد المنهجيّ، وتبعاً لمحاولات طمس هويتها والتعدي على معالمها التاريخية وخصوصيّتها الحضارية والثقافية، وينبِّهون إلى خطورة المساس بالمسجد الأقصى المبارك أو انتهاك حرمة المقدّسات والأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة".

استمرار الحصار جريمة منهجية

وأفردت الوثيقة البند الرابع منها لمسألة الحصار المفروض على قطاع غزة، فجاء في نصِّها المطوّل "يجدِّد الفلسطينيون في أوروبا، إدانتهم الشديدة لنهج الحصار الجائر المفروض على أبناء شعبهم في قطاع غزة، ويعتبرون استمرار الحصار جريمةً منهجية، بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، وتعبيراً فاضحاً عن حالة مهيمنة من غيبة الضمير تستمرئ قطع شرايين الحياة عن مليون ونصف مليون إنسان".

وأضافت الوثيقة في البند ذاته "يطالب الفلسطينيون في أوروبا بالرفع الفوري، بدون إبطاء أو تلكؤ، لهذا الحصار، ووقف العدوان المتواصل على مدن وقرى فلسطين من رفح حتى جنين، ونطالب الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أكثر حزماً لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، ويعتبرون وقف الحصار اختباراً جدِّياً للموقف الأوروبي من حقوق الإنسان، فضلاً عن مطالبتنا للعالم العربي والاسلامي بالوفاء بالتزاماته وفي مقدمته جمهورية مصر العربية بضرورة العمل باتجاه كسر الحصار وفتح معبر رفح".

الاحتلال وسياساته

وأكد الفلسطينيون في أوروبا "إدانتهم الشديدة للاحتلال الإسرائيلي ولسياساته المتفاقمة على الأرض، كالاستيطان المتعاظم، وإقامة جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، واستهداف الأراضي سواء منها المحتلة سنة 1948 أو سنة 1967 بالنهب والمصادرة، ومواصلة هدم البيوت بذرائع شتى، فضلاً عن إقامة مئات الحواجز وإغلاق المعابر وتقطيع أوصال التجمعات السكانية الفلسطينية".

تعبير "الدولة اليهودية" ومراميه

وتحذِّر "وثيقة الستينية"، من "المرامي الكامنة في التلويح المتزايد بتعبير "الدولة اليهودية"، مما يعني تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، خاصة وأنّ ذلك يجري في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بتصعيد الحملات العنصرية الرسمية بحق الفلسطينيين الذين يعيشون فوق الأرض المحتلة سنة 1948، ومحاولات المساس الدؤوبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم".

وبخصوص قضية الأسرى، جاء في البيان "يبعث الفلسطينيون في أوروبا، برسائل الإكبار والاعتزاز، إلى قرابة اثني عشر ألف أسير قابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يقاسون فيها صنوف التعذيب والبطش اليومي، ويلفت الفلسطينيون في الشتات الأوروبي أنظار كافة الأطراف إلى خطورة تجاهل هذه القضية بكل ما تنطوي عليه من مظالم جسيمة وانتهاكات بالغة، وهو ما يفرض التدخّل الدولي لإنهاء معاناة الأسرى وذويهم بدفع سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراحهم والكف عن الزجّ اليومي بالفلسطينيين في سجونها".

الوحدة في مواجهة الظروف القاهرة

وفي إشارة إلى الساحة الداخلية الفلسطينية وما طرأ عليها؛ أكد الفلسطينيون في أوروبا، أنّ "الوحدة الوطنية هي خيار الشعب الفلسطيني ومطلبه المتجدِّد، وأنها مرتكزه في مواجهة الظروف القاهرة المسلّطة عليه، وأنّ هذه الوحدة هي رصيد لهذا الشعب في مواجهة الاحتلال وحماية ثوابته الوطنية ورعاية مصالحه العليا، وأنّ الحوار الجاد هو الآلية الوحيدة التي ينبغي أن تسود البيت الفلسطيني في معالجة كل المسائل الداخلية المطروحة".

وبشأن مسألة التمثيل؛ أكدت الوثيقة على اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية "ممثلاً شرعياً للفلسطينيين على أساس إعادة تشكيلها على أسس ديمقراطية وانتخابات حرة بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات". كما طالب الفلسطينيون في أوروبا "بتحقيق جاد لكشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس ياسر عرفات"، حسب ما جاء في البيان.

قضية جديرة بإسناد المدافعين عن العدالة

وقال الفلسطينيون في أوروبا، إنهم يذكِّرون بأنّ "قضية الشعب الفلسطيني، في العودة وتقرير المصير والتحرّر من الاحتلال؛ تبقى في الذكرى الستين للنكبة جديرةً بإسناد كل الواقفين في خانة العدالة، وكل المدافعين عن الحق، وكل المناصرين للإنسانية، ويعربون عن تثمين الشعب الفلسطيني لكافة المواقف التضامنية مع قضيّته في الساحة الأوروبية، واعتزازه بها، بكل ما تمثله من أهمية وتأثير".

وفي ختام وثيقتهم؛ بعث الفلسطينيون في أوروبا، بتحيّاتهم إلى أبناء شعبهم الفلسطيني في شتى مواقع الانتشار، داخل الوطن وخارجه، مؤكدين "لهم جميعاً، وللعالم بأسره أنّ الشعب الفلسطيني بإرادته العملاقة وعزيمته الشامخة؛ قد أصبح بجدارة في ستينية النكبة؛ للعودة أقرب"، حسب نص الوثيقة.

تتواصل الاستعدادات لإقامة مؤتمر فلسطينيي أوروبا العاشر في العاصمة الدنمركية كوبنهاغن وذلك يوم السبت الموافق 28 نيسان/أبريل 2012 تحت شعار "ربيعنا يزهر عودتنا" والذي ينظمه كلاً من الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني في لندن، والمنتدى الفلسطيني في الدنمارك. وتكمن أهمية مؤتمر هذا العام أنه يأتي في خضم ثورات عربية ضد الظلم.وكشف المدير العام لمركز العودة الأستاذ ماجد الزير أن مؤتمر هذا العام سيقام تحت رعاية الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وذلك لما ينسجم مع شعار المؤتمر "ربيعنا يزهر عودتنا" والذي يطرح انعكاس الربيع العربي وثوراته على القضية الفلسطينية.

هذا وسوف يشارك في المؤتمر العديد من الشخصيات الفلسطينية و العربية والدولية المناصرة والداعمة للقضية الفلسطينية.

ومن المتوقع مشاركة الوزيرة البريطانية السابقة وعضو مجلس أمناء مجلس العلاقات الأوربية – الفلسطينية النائبة كلير شورت، ومن غزة رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار وعضو البرلمان الفلسطيني المهندس جمال ناجي الخضري.

وسيتحدث في المؤتمر المؤرخ الفلسطيني ورئيس مؤسسة أرض فلسطين الدكتور سلمان أبو ستة بالإضافة للشيخ الدكتور صفوت حجازي أمين عام مجلس شباب الثورة المصرية والأستاذ الصحفي الفلسطيني فرج الشلهوب من مخيمات الأردن والدكتور محمد ياسر عمرو رئيس أكاديمية دراسات اللاجئين الفلسطينيين، وكلا من الأستاذ ياسر قدورة رئيس المشروع الوطني للحفاظ على الهوية الفلسطينية والدكتور عبد الجبار سعيد أمين عام هيئة علماء فلسطين في الخارج.

وتشمل فعاليات المؤتمر ندوات سياسية وحلقات نقاش وعروض أفلام وورش عمل للنساء والشباب و برامج خاصة بالأطفال ومعارض صور وأسواق وعروض فنية تراثية مستوحاة من الفلوكلور الفلسطيني. حيث يشارك عدة آلاف من فلسطينيي أوروبا والشتات في الحدث السنوي والذي أصبح مهرجانا سنويا يلتقي فيه الفلسطينيون من مختلف دول العالم.

من الجدير بالذكر أن المؤتمر عقد في عدة دول أوروبية لندن (2003)، وبرلين (2004)، وفيينا(2005)، ومالمو (2006)، وروتردام (2007)، وكوبنهاغن (2008)، وميلانو (2009)، وبرلين (2010) وفوبرتال (2011)


حثّ المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، الذي التأم في مدينة روتردام الهولندية، في ختام أعماله، كافة الأطراف الفلسطينية على "تعزيز الوحدة الوطنية وتدعيمها، والتنبه لتحديات المرحلة الراهنة، وحماية المصالح الوطنية العليا على قاعدة التمسك بحقوق شعبنا وثوابت قضيته العادلة".
وجدِّد المؤتمر "ما سبق وأن طالب به فلسطينيو أوروبا في مؤتمراتهم السابقة، من إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها على أسس ديمقراطية تشمل جمع الفلسطينيين بكافة أطيافهم، كي تتمكن من ممارسة دورها كممثل شرعي وحقيقي للشعب الفلسطيني".

كما طالب المؤتمر، في بيانه الختامي، "بضرورة إجراء انتخابات حرّة ومباشرة للوجود الفلسطيني في الشتات وخاصة في البلدان الأوروبية، باعتبار ذلك مطلباً لا غنى عنه للمشاركة الفاعلة، ولإفراز تمثيل فاعل من خلاله ينهض بواقع العمل الفلسطيني العام في شتى جوانبه".

وفود غفيرة من أنحاء أوروبا

وقد افتتحت أعمال المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا، في الخامس من أيار (مايو) 2007، في مدينة روتردام الهولندية، بمشاركة وفود وجماهير فلسطينية غفيرة من شتى أرجاء القارة الأوروبية. وقد استضاف المؤتمر شخصيات وقيادات ووفوداً فلسطينية بارزة من داخل فلسطين وخارجها، كما حضرته شخصيات هولندية بارزة.
وقد نظّمت المؤتمر، الأمانة العامة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني، والمنتدى الفلسطيني في هولندا، وبالاشتراك مع الجالية الفلسطينية والتجمع الفلسطيني وشبكة حق العودة في هولندا. وقد شارك في المؤتمر حشد من ممثلي المؤسسات والاتحادات والجمعيات الفلسطينية داخل أوروبا وخارجها، علاوة على شخصيات رسمية وعامة، والعديد من الأكاديميين والمثقفين والفنانين والإعلاميين، وقيادات شعبية.
وقد تميّز المؤتمر بمشاركة فاعلة للمرأة الفلسطينية، علاوة على الشباب الفلسطيني من أنحاء أوروبا، وتضمن برنامجه كلمات الوفود ومداخلات الضيوف وندوة موسعة، ومداولات ومشاورات، وتخللت أعماله حلقات نقاش وحوارات تنسيقية بين المؤسسات والاتحادات والروابط، وورش عمل نسائية وشبابية وأخرى عامة وبلغات عدة.

انعقاد ناجح ومسيرة من الإنجازات
وقد تكللت أعمال المؤتمر بالنجاح، امتداداً لمسيرة الإنجازات المتواصلة التي حققتها مؤتمرات فلسطينيي أوروبا، ابتداء بالمؤتمر الأول المنعقد في العاصمة البريطانية لندن عام 2003، والمؤتمر الثاني المنعقد في العاصمة الألمانية برلين عام 2004، والمؤتمر الثالث المنعقد في العاصمة النمساوية فيينا عام 2005، والمؤتمر الرابع الذي التأم في مدينة مالمو السويدية عام 2006.
ومتابعة لتوصيات المؤتمرات السابقة قامت الأمانة العامة للمؤتمر بتنفيذ مجموعة من النشاطات لتحقيق هذه الغاية، ومن بعض تلك النشاطات؛ إقامة مؤتمر الشباب الفلسطيني الأول في النمسا في شهر فبراير شباط الماضي، وتنسيق الجهود والعمل على إقامة مؤتمر للمرأة الفلسطينية في أوروبا والذي يمكن أن ينعقد في الشهور القليلة القادمة، والاتصال بعدة مؤسسات رسمية والمدنية الغربية لشرح أبعاد هذه المؤتمرات والقضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني من حصار، بينما يجري العمل على زيارة مقر الاتحاد الأوروبي لطرح توصيات المؤتمر.
وفي ما يتعلق بحق العودة، جاء في البيان الختامي "رصد المؤتمر بقلق بالغ تزايداً في المواقف والتصريحات الصادرة عن بعض الأطراف في الساحة الدولية التي تحاول تجاوز حق العودة الفلسطيني والقفز عليه، ويعرب المؤتمر عن الاستهجان الشديد لذلك، محذراً من مغبة المساس بهذا الحق الثابت أو تجاوزه أو المساومة عليه". وقد جدّد المؤتمر المنعقد في هولندا، مطالبته "بالمسارعة إلى تفعيل حق العودة، بتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير وطوال سنوات اللجوء والشتات والمعاناة".

شعب واحد لا يتجزأ

وفي معرض تأكيد الشعار الذي رفعه المؤتمر لهذا العام "رغم البعد والآلام: شعب واحد وحق ثابت"؛ فقد أكدت أولى مقررات بيانه الختامي أنّ "الشعب الفلسطيني بشتى مواقع انتشاره داخل الوطن وخارجه هو شعب واحد لا يتجزأ، تجمعه وحدة حال ومصير مشترك، بما في ذلك الفلسطينيون في الشتات الأوروبي. كما يشدِّد المؤتمر على التمسك بالحقوق الفلسطينية الثابتة، معيداً إلى الأذهان أنها حقوق عادلة وغير قابلة للتفريط أو التجزئة أو حتى المساومة أو الإرجاء، بما في ذلك حق العودة".
وقد توجهت الوفود الفلسطينية المشاركة في المؤتمر من شتى أرجاء القارة الأوروبية، "بكثير من الاعتزاز والإكبار إلى أبناء الشعب الفلسطيني الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصمود والتضحية والتمسك بالحقوق الثابتة لهذا الشعب، ويخصّ بالذكر التضحيات الكبيرة من الشهداء والجرحى، والأسرى الأحرار، والقابعين تحت الحصار الجائر، والصابرين الصامدين في مخيمات اللجوء، والمدافعين عن القدس الشريف ومقدساتها في ظل الهجمة الاحتلالية المتصاعدة".
وبالمقابل؛ أدان المؤتمر الخامس لفلسطينيي أوروبا "السياسات الاحتلالية المتفاقمة على الأرض الفلسطينية، من العدوان على المقدسات والمعالم التاريخية والهوية الحضارية لمدينة القدس الشريف، والتهام الأراضي ومصادرتها والحرمان من التصرف بها، والتوسع في تشييد الجدار العنصري رغم الإدانة الدولية له عبر قرار المحكمة الدولية في لاهاي"، داعياً إلى "العمل على تفعيل هذا القرار وتطبيقه على أرض الواقع".

كسر الحصار والدور الأوروبي

أما بشأن مسألة الحصار؛ فقد طالب المؤتمر، الاتحاد الأوروبي والحكومات والبرلمانات الأوروبية، برفع "الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته الوطنية، مشيراً في هذا الصدد إلى أنّ هذه العقوبات لا يمكن تبريرها ولا تتماشى مع المعايير الإنسانية والأخلاقية، وتبعث برسالة خاطئة تماماً، خاصة بالنسبة للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال".
وقد رحّب المؤتمر الخامس "بكافة المواقف التي اتخذتها بعض الدول مثل النرويج والبرلمانات الأوروبية على طريق رفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني وحكومته"، ورأى فيها "خطوات في الاتجاه الصحيح ينبغي تطويرها بما ينسجم مع التوازن المأمول من الدور الأوروبي نحو المنطقة". كما ثمّن المؤتمر "المواقف التي أبدتها العديد من الأطراف في المجتمع المدني الأوروبي، التي طالبت بنبذ نهج العقوبات والحصار بحق الشعب الفلسطيني، وحذرت من هذه السياسات وما يترتب عليها من تداعيات سلبية".
وفي نقطة أخرى من مقرراته؛ طالب المؤتمر "كافة الأطراف على الصعيد الأوروبي والدولي باحترام إرادة الشعب الفلسطيني المستقلة، وتمكينه من بناء دولته السيادية الحرّة على ترابه الوطني، والوقوف إلى جانب هذا الشعب في مسيرته الرامية للتحرر من الاحتلال وانتزاع حقوقه الثابتة والمشروعة".
ومن جانب آخر؛ أبدى المؤتمر "انشغاله الشديد وقلقه البالغ على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، والمعاناة التي يقاسيها النازحين منهم إلى خارجه". وأضاف البيان الختامي أنّ "المؤتمر إذ يبدي تضامنه الأخوي معهم؛ فإنه يعرب في الوقت ذاته عن إدانته بأقصى العبارات لما يستهدفهم من أعمال قتل وخطف وترويع واستهداف، مطالباً كافة الأطراف المعنية بالوقوف عند مسؤولياتها في هذا الشأن في رفع الظلم والحيف عنهم ووضع حد لمعاناتهم والاستجابة لمطالبهم".

دور المرأة والأجيال الجديدة

وقد أشاد المؤتمر السنوي الخامس لفلسطينيي أوروبا بالدور "الهام والفاعل الذي تضطلع به المرأة الفلسطينية في أوروبا، في خدمة قضيتها العادلة، بما في ذلك ما يتعلق بإسهامها الحاسم في حماية الهوية الفلسطينية وتعزيزها، منوهاً بضرورة العمل على تطوير دورها وإسهاماتها، والنهوض بحضورها الفاعل في كافة أطر العمل الفلسطيني".
وعلاوة على ذلك؛ فقد حثّ المؤتمر على "إطلاق الفرص أمام الشباب الفلسطيني في أوروبا للنجاح وتحقيق الذات في كافة المجالات البنّاءة، لخدمة قضيته العادلة بالسبل المؤثرة والمتجدِّدة، مع ضمان التواصل الإيجابي مع مجتمعاتهم الغربية مع المحافظة على الهوية الفلسطينية الأصيلة".
كما أبدى المؤتمر "اعتزازه بالجهود الأخوية الحثيثة التي تقوم بها الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا، في وقوفها الحارّ والمتواصل تضامناً مع فلسطين وقضيتها العادلة، والتنديد بجرائم الاحتلال وانتهاكاته". وحيِّا المؤتمر أيضاً "التحركات والجهود التضامنية التي تبديها قطاعات متزايدة في أوروبا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيداً في هذا الصدد بإسهامات لجان التضامن مع فلسطين، ولجان المقاطعة وهدم الجدار ووقف الاحتلال، والتي واصلت عملها رغم عراقيل الاحتلال واعتداءاته، وكذلك بالمبادرات الأكاديمية التي شهدتها عدد من بلدان أوروبا في التواصل مع الجامعات الفلسطينية بالتعاون وخطوات التوأمة مع جامعات أوروبية، فضلاً عن عديد المشروعات والبرامج والمبادرات الثقافية والإعلامية والإنمائية".

الحضور في الفضاء المجتمعي الأوروبي

وفي ما يتعلق بحضور الفلسطينيين في الفضاء المجتمعي الأوروبي؛ ثمّن مؤتمرهم الخامس "سعي الفلسطينيين في أوروبا إلى التفاعل العضوي البنّاء مع المجتمعات الأوروبية، والتواصل الثقافي مع مكوِّناتها، وحرصهم على ازدهارها ورفاهها، وخدمة الصالح العام والسلم الاجتماعي في البلاد الأوروبية، في الوقت ذاته الذي يتمسكون فيه بهويّتهم الوطنيّة الفلسطينية وبحقوقهم غير القابلة للتصرف".

ومن ناحية أخرى؛ أوصى المؤتمرون "بأهمية الاستمرار في تفعيل مقرّرات وتوصيات مؤتمرات فلسطينيي أوروبا الأربعة السابقة وذلك عبر تأسيس لجنة متابعة لهذا الغرض، مع إيلاء عناية خاصة لما يتعلّق بتعزيز الخطاب الفلسطيني باللغات الأوروبية المتعددة، وتحقيق مزيد من الالتفاف من قبل سياسيين وشخصيات عامة أوروبية حول الحقوق والتطلعات الفلسطينية العادلة، وتوفير المواد الإعلامية والتعريفية التي توضح حقائق قضية فلسطين العادلة للرأي العام الأوروبي".

وأوصى المؤتمر أيضاً "بضرورة العمل على تنسيق الجهود الفلسطينية المشتركة وخاصة في القضايا الهامة، مثل حق العودة والجدار والمقاطعة والأسرى والقدس، وغيرها من القضايا التي تهم شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده".

تقع مدينة فوبرتال في غرب ألمانيا وهي مدينة جميلة وجبلية وهي المدينة الوحيدة في ألمانيا يوجد فيها القطار المعلق (تلفريك) كمواصلات عامة .

ـ القاعة التي سوف ينعقد بها المؤتمر تقع على احد المرتفعات الجميلة في مدينة فوبرتال .

ـ يعيش في مدينة فوبرتال عدد من التجمعات الفلسطينية والعربية .

ـ بعد المطارات ومحطة القطار عن قاعة انعقاد المؤتمر :

عن محطة القطار : 6 كم

عن مطار دوسلدورف الدولي: 45 كممطار دوسلدورف الدوليDüsseldorf internationalAirport

عن مطار دوسلدورف فيزه وهو مطار ثاني يختلف عن المطار الدولي : 115 كمDüsseldorf weeze Airport

ارجوا الانتباه إلى أن هناك مطارين بأسم دوسلدورف احدهما بعيد عن مكان انعقاد المؤتمر والأخر قريبيبعد عن مطار كولن بون : 60 كمKöln Bonn Airport

يبعد عن مطار دورتموند :30 كمDortmund Airport

أسماء المطارات باللغة الألمانية :

ـ مطار دوسلدورف فيزه Düsseldorf weeze Flughafen

ـ مطار دوسلدورف الدوليDüsseldorf internationalFlughafen

ـ كولن بون Köln Bonn Flughafen

ـ دورتموند Dortmund Flughafen

ـ محطة القطار في مدينة فوبرتالWuppertal Hauptbahnhof

عنوان القاعة :

Uni halle Wuppertal

Albert-Einstein-Straße 20

42119 Wuppertal, Deutschland

ـ للاستفسار عن لجنة الفنادق والمواصلات الاتصال بـ 004917662876319

أو عن طريق الأيميلبـ

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.">alawda9@hotmail.de

ـ تقوم اللجنة بالحجز الجماعي فقط .

ـ للحجز الفردي نرجوا الأستفادة من هذا الموقع

http://www.booking.com/city/de/wuppertal.de.html?aid=301584;label=wuppertal-Jun8OP1096q8lipRSZa4NwS6269333101;

ws=&gclid=CP7A1bvGi6gCFYYXzQod-2fvCg

خريطة الطرق المؤدية الى القاعة

http://maps.google.de/maps?um=1&hl=de&rlz=1G1SVED_DEDE395&q=Unihalle%20wuppertal&ie=UTF-8&sa=N&tab=il

وللوصول من محطة القطار الرئيسية في مدينة فوبرتال ـ

Wuppertal

الى قاعة انعقاد المؤتمر

أسم محطة القطار بالغة الألمانيه

Wuppertal Hauptbahnhof

المحطة المراد الوصول اليها

Uni Halle

استخدام المواصلات العامة ـ الباصات

باص رقم 603

باص رقم 615

وهي مواصلات مباشرة من محطة القطارات الرئيسية الى قاعة المؤتمر

وتستغرق عشرة دقائق فقط

اختُتم في السويد مؤتمر كبير للفلسطينيين في أوروبا، حضره يوم السبت، السادس من أيار (مايو) 2006؛ خمسة آلاف مشارك متوزعين على وفود الشتات الفلسطيني القادمة من عشرات الدول الأوروبية. فقد استقبلت مدينة مالمو السويدية، الوفود الفلسطينية التي شاركت في أعمال المؤتمر السنوي، الرابع على التوالي، والذي يحظى بوزن اعتباري متزايد واهتمام إعلامي كبير.
فبعد ثلاثة مؤتمرات ناجحة، عُقدت بدءاً من عام 2003، في لندن، وبرلين، وفيينا، على التوالي؛ انعقد المؤتمر الرابع لفلسطينيي أوروبا، تحت عنوان "هوية فلسطينية متجذرة وتمسك راسخ بالحقوق".

واجتذب المؤتمر الأنظار على نحو كبير، خاصة مع مشاركة وزير فلسطيني في أعماله، لتكون هذه هي أول زيارة يقوم بها وزير في الحكومة الفلسطينية الجديدة لدولة أوروبية، رغم حالة الحصار السياسي التي تقودها الولايات المتحدة على الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة.


وعلاوة على مشاركة وزير شؤون اللاجئين الفلسطيني في المؤتمر الدكتور عاطف عدوان؛ فقد تحدّث إلى المشاركين عبر الهاتف، رئيس الحكومة الفلسطيني إسماعيل هنية، فيما انتدب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ممثلاً عنه وألقى خطاباً إلى فلسطينيي أوروبا في مؤتمرهم.
كما تحدّث إلى المؤتمر عبر الهاتف الأب عطا الله حنا، الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين والأراضي المقدسة، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48، والذي يرأس أيضاً "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية".


وتضمّن جدول أعمال المؤتمر بحث قضايا من قبيل "كيفية استثمار المواقف الأوروبية المؤيدة للحق الفلسطيني"، و"الذاكرة الفلسطينية في أوروبا – متطلبات التفعيل والتوريث"، و"فلسطين وأوروبا – نظرة إعلامية على آفاق العلاقة المتبادلة"، في ما تطرّق المؤتمر إلى "دور النخب الفلسطينية في أوروبا في دعم الحقوق الفلسطينية".
وتمخّضت عن المؤتمر توجّهات عملية، وصدر عنه بيان ختامي ضافٍ، هو بمثابة وثيقة تعبِّر عن بعض تصوّرات الشتات الفلسطيني في أوروبا ومواقفه، خاصة لجهة تأكيد التمسّك بحق العودة، واقتراح بعض الخيارات المتعلِّقة بتفعيل دور فلسطينيي أوروبا ضمن الأطر الفلسطينية، كمنظمة التحرير. وأعلن المؤتمرون عن استهجانهم للعقوبات المفروضة على الشعب الفلسطيني على خلفية الانتخابات التشريعية الأخيرة، وطالبوا بقوة بالتراجع عنها، وفرض عقوبات على الدولة العبرية على خلفية انتهاكاتها وسياساتها.


وإلى جانب هؤلاء؛ حضر المؤتمر الذي استضافه لهذا العام، مركز العدالة الفلسطيني في السويد، شخصيات أوروبية وسويدية معروفة، وممثلون عن المجتمع المدني من عموم أوروبا، فضلاً عن مندوبين عن مؤسسات الجاليات العربية والمسلمة من دول أوروبية عدة، بالإضافة إلى وفود من الشتات الفلسطيني حول العالم.
الوزير عدوان: ذنبنا الوحيد أننامارسنا الديمقراطية

وفي الكلمة التي ألقاها في المؤتمر؛ أعرب وزير شؤون اللاجئين بالحكومة الفلسطينية الجديدة، الدكتور عاطف عدوان، ابتداءً عن سعادته بانعقاد هذه الفعالية الكبرى، مبدياً اعتزازه بطفلة فلسطينية افتتحت المؤتمر بحديث مؤثِّر جسّدت فيه ارتباط الطفولة الفلسطينية في أوروبا بوطنها وبحق العودة إليه.


وقال الوزير عدوان، "جئنا إلى هذه البلاد ننشد سلاماً عادلاً، جئنا برسالة سلام، السلام الذي يعيد الحقوق إلى أهلها، السلام الذي يعيد المهجّرين إلى ديارهم، السلام الذي يعيد اللاجئين إلى أرض الأحباب والأجداد".
ولفت الوزير الفلسطيني الأنظار إلى الاختلال الكبير في موازين القوى العسكرية في جانبي الصراع، وقال "نحن لا نملك طائرات الأباتشي ولا إف 16؛ لكننا نملك إرادة قوية، الإرادة الصلبة التي تحافظ على الحق ولن تتنازل عنه بإذن الله".


وتابع الدكتور عاطف عدوان قوله "ذنبنا الوحيد هو أننا مارسنا عملية ديمقراطية دافع عنها الغرب الأوروبي من خلال ثقافته التاريخية المديدة ودافعت عنها الولايات المتحدة في مرحلة معيّنة (...)"، وأضاف "عندما مارسنا الديمقراطية بطريقة نزيهة وشفافة؛ عُوقِبنا وحُوصِرنا"، مستعرضاً شواهد على واقع العقوبات المفروض على الشعب الفلسطيني حالياً.


وأعرب الوزير عدوان عن أسفه في أن "يشترك العالم (الغربي) بهذه الطريقة في حصارنا"، معيداً إلى الأذهان "أننا لم نخطئ في حق الدول الأوروبية ولا في حق الولايات المتحدة، ومن حقنا أن نواجه الاحتلال"، وقال نحن لا نتفهم "أن يشترك العالم في الحصار المفروض علينا"، مستغرباً لأنهم "يحاسبوننا على أننا سلكنا سلوكاً ديمقراطياً".


ومضى الوزير الفلسطيني إلى القول "نواجه عدواً يريد كل شيء ولا يعطي أيّ شيء، هذا ما علّمتنا إياه تجربة التاريخ، تاريخ المفاوضات مع الطرف الآخر"، حسب تأكيده.
كما توجّه الوزير في الحكومة الفلسطينية الجديدة، بالشكر الجزيل لحكومة السويد "التي منحتني تأشيرة لدخول أراضيها، هذا السلوك الطيب من هذه الدولة الطيبة أراضيها، هي رسالة سياسية للشعب الفلسطيني، بأنّ هذا العالم ليس كله عالم ظالم، بل هناك من يحب الحق".


واختتم عاطف عدوان خطابه بالتوجه إلى فلسطينيي أوروبا بالإعراب عن ثقته بتحقق تطلعات العودة، فقال "سنصل إلى القدس وحيفا ويافا، إلى كل مكان (من أرض فلسطين) بإذن الله"، وسط تصفيق حار من الوفود.


هنية: المؤتمر رسالة واضحة لكل منيريد تزوير الهوية الفلسطينية


وفي خطابه الذي وجّهه إلى مؤتمر فلسطينيي أوروبا عبر الهاتف؛ أكد رئيس الحكومة الفلسطيني إسماعيل هنية، تمسّك حكومته بحق العودة ورفضها للمساومة عليه، معرباً عن امتنانه لعقد هذا المؤتمر، بقوله "من هنا من أرض فلسطين المباركة، أوجِّه لكم التحية جميعاً في هذا المؤتمر، المؤتمر الرابع لفلسطينيي أوروبا".
وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني قوله "أوجِّه لكم التحية يا كل الوفود الفلسطينية القادمة إلى هذا المؤتمر. لكم التحية وأنتم تؤكدون على الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الشتات الفلسطيني منذ ستة عقود"، وقال "نرى في هذا المؤتمر رسالةً واضحةً لكل الأطراف الذين يريدون تزوير الهوية الفلسطينية".
وفي خطابه الذي قوبل باهتمام كبير وواكبته هتافات التأييد العاصفة؛ لفت إسماعيل هنية الأنظار إلى أنّ "هذه الحكومة الشرعية المنتخبة" تواجه العقوبات والحصار من أجل تقديم تنازلات للجانب المحتل، لكنه شدّد على موقف حكومته المتمثل بقوله "لن نتخلى عن الحقوق والثوابت وفي مقدمتها حق العودة للأرض والديار".
وتابع هنية قوله "لا شكّ أنّ الظروف التي نعيشها (الشعب الفلسطيني) صعبة، وهناك إدارة أمريكية تهدف إلى تجويع الشعب الفلسطيني وتركيعه (...) ولكنّ هذا الشعب الفلسطيني العظيم في كل الأماكن؛ يؤكد أنّ هذا الشعب واحدٌ وموحّد، ولُحمة واحدة في وجه الحملات المتوالية، وأنّ هذه الحملة ستتوقف أمام صمود الشعب الفلسطيني وثبات الحكومة الفلسطينية".
وشكر رئيس الوزراء الفلسطيني، السويد "على استضافتها لهذا المؤتمر، وعلى إتاحة المجال لمشاركة وزير الدولة لشؤون اللاجئين ممثلاً للحكومة الفلسطينية"، كما ورد في خطابه.
وأشاد هنية بالجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية في أوروبا، ومواقفها وإسهاماتها "من أجل الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والثوابت الفلسطينية وإيصال الدعم للشعب الفلسطيني"، ومضى إلى القول "أيها الفلسطينيون العظماء، يا سفراءنا في كل دول العالم؛ أنتم تؤكدون ارتباطكم الوثيق بالأرض، بالشعب، بالأمة التي تنتمون إليها". وخلص إسماعيل هنية إلى التأكيد بأنّ "حكومة فلسطين ستظل وفيّة للشعب الفلسطيني ولن تركع ولن تخضع"، كما قال.
عباس: فلسطينيو أوروبا يعقدونمؤتمرهم في "البلد الصديق"

بدوره؛ خاطب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مؤتمر فلسطينيي أوروبا، معرباً عن تحيته لهم، ولافتاً الانتباه إلى انعقاد هذا الفعالية الكبرى على أرض السويد "البلد الصديق".
وفي الرسالة التي ألقاها بالنيابة عنه، السفير الفلسطيني في استوكهولم، صلاح حيدر عبد الشافي؛ قال الرئيس عباس "نحن إذ نصرّ على احترام الخيار الديمقراطي لشعبنا الفلسطيني؛ فإنه لا تجوز معاقبته على ذلك".
وفي ما عبّر محمود عباس عن تقديره لانعقاد مؤتمر فلسطينيي أوروبا؛ فقد طالب بالمحافظة على "وحدة الشعب الفلسطيني ورصّ الصف الفلسطيني"، كما ورد في كلمته.
الأب حنا والشيخ صلاح يحذِّران منالمخاطر المحدقة بالقدس

وفي مشاركة له عبر الهاتف؛ تحدّث في المؤتمر الأب عطا الله حنا، الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين والأراضي المقدسة، والذي يحظى بتقدير واسع في أوساط الشتات الفلسطيني في أوروبا أيضاً؛ مشدّداً على أهمية انعقاد مؤتمر فلسطينيي أوروبا.
وفي ما ركّز الأب حنا على مسألة حق العودة الفلسطيني، والتمسك بالحقوق الفلسطينية، فقد أشار بالمقابل إلى ضرورة مواجهة التهديدات المحيقة بمدينة القدس، وقال إننا جميعاً "مسلمون ومسيحيون من أجل القدس، من أجل تحقيق حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس"، كما ورد في كلمته.
كما خاطب المؤتمرين أيضاً، عبر الاتصال الهاتفي،الشيخ رائد صلاح،رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة سنة 1948، والذي يرأس أيضاً "مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية"، فقال لفلسطينيي أوروبا "يشرِّفني أن أتحدّث إلى مؤتمركم الكريم، سائلين المولى كل توفيق ونجاح لكم، ومؤكدين أنّه لا عودة عن حق العودة، وموقنين أنه سيأتي اليوم الذي سيعود فيه صاحب الأرض إلى أرضه، وصاحب البيت إلى بيته (...)، وموقنين أنّ الظالم إن كانت له جولة فإنها جولة ظالمة ومحدودة (...) وسينتهي الأمر بانتصار الحق على الظلم، وبانتصار حق العودة على كل القوى الاحتلالية الغاشمة".

وتابع الشيخ صلاح قوله "نتحدث إليكم ونحن لا زلنا نعاني من وجع النكبة وكأنها وقعت بالأمس، فهاهم أهلنا يُقتّلون ويحاصَرون ويجوّعون".
وتحدّث الشيخ رائد صلاح، عن سياسة الاستيلاء التدريجي على الأرض الفلسطينية، حاثاً في هذا الاتجاه على إقامة صندوق عالمي لإنقاذ الأراضي الفلسطينية من الضياع، وصندوق مماثل "لإنقاذ القدس قبل أن تضيع"، محذِّراً من أنّ "الحركة الصهيونية العالمية أعلنت حرباً على القدس الشريف؛ على كل بيت وكل مكان وكل سوق في القدس الشريف"، وفق تأكيده.

الزير: العودة هي أكثر من حق

وبدوره؛ شدّد مركز العودة الفلسطيني، على ضرورة حماية حق العودة، في ما أكد أنّ الشتات الفلسطيني في شتى المواقع معني برصّ الصفوف للنهوض بالمسؤوليات المتعاظمة على الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ماجد الزير، مدير مركز العودة الفلسطيني، في افتتاح المؤتمر، ملاحِظاً أنّ انعقاده "يأتي في ظروف صعبة ومرحلة دقيقة وخطيرة تبعث على القلق، مما يتطلّب منّا جميعاً الوقوف صفاً واحداً، وأن نضمّ أيدينا مع كل الشرفاء والعاملين لصيانة حق العودة والمحافظة عليه من عبث العابثين"، كما قال.
ورأى مدير مركز العودة الفلسطيني، ومقره لندن، أنّ هذا المؤتمر هو "رسالة للغاصب المحتل، بأنّ العودة بالنسبة لنا هي أكثر من حق، فهي الواجب على كل أبناء فلسطين في الشتات، ورسالة لكل المساومين على هذا الحق بفشل كل مشاريع التوطين والتذويب والدمج". وقال ماجد الزير "أمام كل هذه التحديات؛ لا بدّ من رصّ للصفوف في كل أماكن الشتات الفلسطيني".
كما تحدّث مدير مركز العودة الفلسطيني، عن ما يواجهه "أبناء شعبنا الفلسطيني من سياسة تجويع تهدف إلى إفشال التجربة الديمقراطية الفريدة لشعبنا الفلسطيني، وتقويض إنجازاته الحضارية التي رواها بدمه الطاهر، فنبتت على صخر المواجع والآلام لتترجم إرادة هذا الشعب في الحياة رغم كل المحن التي تحيط به"، حسب ما جاء في خطابه.
وخلص ماجد الزير إلى القول "إننا في مركز العودة نجدِّد عهدنا للجميع؛ بأن نمضي في مسيرتنا نحو العودة والحرية، وأن لا ندّخر جهداً في خدمة أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأن نعمل على ترجمة الشعارات التي طرحتها مؤتمراتنا السابقة إلى ثقافة جمعية"، حسب تأكيده.
نائبة فلسطينية بالبرلمان السويدي: المؤتمر القادم في فلسطين

من جانبها؛ فإنّ إيفون رويدا، النائبة في البرلمان السويدي من أصل فلسطيني؛ أوضحت في كلمتها أنّ أسرتها مشتتة في بقاع كثيرة من العالم لمجرد أنها فلسطينية، وقالت "ليس لديّ الحق في زيارة جدي وجدتي، وحتى عندما تمكّنت من زيارتهما ذات مرة؛ كانا قد تُوفِّيا".
وبعد أن تحدّثت إيفون رويدا عن أهمية تمكين الشعب الفلسطيني من حق العودة؛ فقد أعربت عن أملها في أن ينعقد المؤتمر القادم لفلسطينيي أوروبا في فلسطين ذاتها.
وبشأن التطوّرات المتعلقة بالموقف من الساحة الفلسطينية؛ قالت النائبة "يتوجّب احترام الانتخابات الفلسطينية"، لافتة الانتباه إلى أنه "في الوقت الذي تحترم فيه الحكومة الفلسطينية وقف إطلاق النار؛ فإنّ إسرائيل تقوم بقتل الناس بشكل غير قانوني"، كما قالت.
وفي ما يتعلّق بالدول الأوروبية وموقفها من الدولة العبرية؛ أشارت النائبة في البرلمان السويدي، إلى أنّ "الإدانة الأوروبية (الرسمية) لجدار الفصل لا ينبغي أن تبقى مجرد كلمات على الورق"، ويتوجب ترجمتها إلى مواقف عملية.
وتوجّهت إيفون رويدا إلى الوفود والمشاركين في أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع، بالقول "ينبغي أن نُظهر نوايا إسرائيل للعالم بوضوح"، متطرِّقة في هذا الصدد إلى واقع إحكام السيطرة الاحتلالية والتهويد الجاريين في مدينة القدس.
سياسي سويدي: أؤيد برنامج حكومةحماس
وقد حضر المؤتمر ممثلون عن الساحة السياسية والحزبية السويدية، من بينهم زعيم الكتلة المسيحية في الحزب الاشتراكي الحاكم، وممثلون عن حزب الخضر، والحزب الشيوعي، ووجوه من المجتمع المدني.
وبدوره؛ فإنّ بيير كارلتون، السياسي السويدي من حزب الخضر، والذي يرأس مجموعة سويدية لمناصرة فلسطين؛ توجّه في كلمته إلى وزير شؤون اللاجئين الفلسطيني الدكتور عاطف عدوان، بالقول "مرحباً بكم في السويد"، وأضاف "أنا مسرور جداً لمشاركة وزير من السلطة الفلسطينية، ومن الحكومة الشرعية للسلطة الفلسطينية" في أعمال هذا المؤتمر، وقال "جيدٌ جداً أنّ الوزير (عاطف عدوان) موجود هنا" في السويد.

وأعرب كارلتون عن تأييده للبرنامج الحكومي لحركة حماس، وقال متحدثاً بالعربية التي يتقنها "أنا موافق معكم على برنامج حركة المقاومة الإسلامية حماس"، وهو ما أثار ارتياحاً بالغة في صفوف وفود فلسطينيي أوروبا، عبّر عنه التصفيق الحادّ جداً من المشاركين، في ما تعالت هتافات الترحيب بهذا الموقف.
وشدّد السياسي السويدي على ضرورة أن يتم انسحاب عاجل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة سنة 1967. وبشأن قضية حق العودة؛ فقد طالب بيير كارلتون بتفعيل القرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الذي يؤكد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها. وأعاد كارلتون إلى الأذهان أنّ نشوء قضية اللاجئين الفلسطينيين جرت على خلفية عملية التهجير المنهجية التي مارستها القوات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني سنة النكبة، مستشهداً بكتاب للمؤرِّخ بيني موريس في هذا الشأن، والذي يُعتبر من أبرز من يُعرفون بالمؤرخين الإسرائيليين الجدد.
ودعا كارلتون بيير، الشعب الفلسطيني إلى دراسة تجارب التاريخ الحديث الشبيهة بالحالة الفلسطينية، لافتاً في هذا الصدد الانتباه إلى تجربة جنوب أفريقيا، وكيف قاد نيلسون مانديلا الكفاح ضد نظام الفصل العنصري البائد فيها.
متحدث حزبي: من المهم دعوة ممثليحماس إلى السويد

كما خاطب متحدث عن الحزب الشيوعي السويدي، المؤتمر بالهتاف ابتداءً "عاشت فلسطين" وكرّرها ثلاثاً. وقال المتحدث إنّ "الحزب الشيوعي يدعم بكامل طاقته هذا المؤتمر الهام، ويدعم أيضاً السيد عاطف عدوان كممثل للحكومة المنتخبة".
وأضاف المتحدث باسم الحزب "يقوم مركز العدالة الفلسطيني (في السويد) بعمل مهمّ جداً عندما يدعو ممثلي حماس إلى السويد"، كما قال.
ورأى المتحدث أنّه يمثل "خرقاً فاضحاً أن تُعاقب حماس كمنظمة إرهابية بينما تقوم (الدول الأوروبية) بعلاقات داعمة لنظام عنصري في فلسطين"، متهماً السياسات الأوروبية في هذا المجال بأنها تنطوي على "نفاق كبير".
وشدّد المتحدث عن الحزب الشيوعي السويدي، على مطالبة الدولة العبرية بالانسحاب طبقاً للقرارات الدولية وبدون أية شروط، مطالِباً أيضاً بتفعيل القرار الأممي رقم 194، الذي يؤكِّد حقّ اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم وديارهم.
واختتم المتحدث كلمته بالمناشدة "قاطعوا إسرائيل"، قبل أن يعبِّر عن امتنانه لأن تكون السويد المحطة الأولى لوزير من الحكومة الفلسطينية المنتخبة بقوله "أقول للسيد عاطف عدوان مرحباً بكم في السويد".
ناشطة هولندية ضد الجدار: أنامقدسية
وبدورها؛ فإنّ خريتا دويسنبرغ، التي تعد إحدى الشخصيات المعروفة في الحياة العامة الهولندية، والمؤيدة بقوة لحقوق الشعب الفلسطيني، ورئيسة منظمة "أوقفوا الاحتلال"؛ تحدّثت في كلمتها عن خطورة جدار الضم والفصل العنصري، الذي تشيّده سلطات الاحتلال على أراضي المواطنين الفلسطينيين.
ولفتت دويسنبرغ الأنظار إلى وجود أوجه تماثل بين حالة الجدار المقام في فلسطين، وذلك الذي شطر العاصمة الألمانية برلين قبل توحّد الألمانيتين. إذ لاحظت الناشطة الهولندية البارزة أنّ جدار برلين فصل الألمان بعضهم عن بعض، وأما الجدار في فلسطين، وكما يتجلى في مساره في القدس مثلاً؛ فإنه يفصل المواطنين الفلسطينيين المقدسيين، بعضهم عن بعض.
وعطفاً على الخطاب الشهير للرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي في برلين المقسّمة تضامناً مع سكانها، والذي قال فيه بالألمانية "أنا برليني"؛ فقد عمدت خريتا دويسنبرغ إلى القول بالعربية "أنا قدسية (مقدسية)"، وهو ما أثار موجة تصفيق حارة في صفوف الوفود والمشاركين في مؤتمر فلسطينيي أوروبا.
وفي ما يتعلّق بالمقاومة؛ فقد أعادت دويسنبرغ إلى الأذهان أنّ "حق المقاومة هو حق مكفول لكل شعب يعيش تحت الاحتلال، وهو ما يسري على الشعب الفلسطيني أيضاً"، محذِّرة في هذا الصدد من شيوع المعايير المزدوجة في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وفي السياق؛ شدّدت رئيسة منظمة "أوقفوا الاحتلال" على نبذ العقوبات المفروضة على الشعب الفلسطيني على خلفية خياره الانتخابي، وتحدثت عن "واجب احترام الديمقراطية وقواعدها من قبل المجتمع الدولي". وتوقّعت خريتا دويسنبرغ أن تراجع هولندا سياستها بشأن القضية الفلسطينية لتصبح متوازنة، لافتة الانتباه إلى إشارة صادرة أخيراً عن الحزب الاشتراكي الهولندي الحاكم في هذا الاتجاه، بينما أعربت في الوقت ذاته عن شكرها للسويد على مبادراتها وسياساتها المتوازنة في هذا المجال.
وفي السياق ذاته؛ أعرب الكاتب الفلسطيني المقيم في أوسلو، نضال حمد، خلال الندوة الرئيسة التي تضمّنها المؤتمر؛ عن توقّعه بأن تحذو النرويج حذو السويد في استقبال مسؤولين حكوميين وبرلمانيين فلسطينيين من حركة "حماس" قريباً، مرجِّحاً أن يتفكّك الحصار السياسي المفروض على الشعب الفلسطيني بالتدريج.
عادل عبد الله: القضية حيّة في وعيالشتات الفلسطيني في أوروبا

وفي كلمته؛ حذّر عادل عبد الله، الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، من وضع الشعب الفلسطيني في معازل عنصرية، وفرض سياسة التجويع عليه، مؤكداً أنّ قضية فلسطين والحقوق الفلسطينية حيّة في وعي الشتات الفلسطيني في أوروبا.
وأعاد عادل عبدالله، وهو أيضاً الأمين العام لرابطة فلسطين بالنمسا، إلى الأذهان، أنّ هذا المؤتمر "ينعقد في ظل حرب يومية شرسة، يمارسها الاحتلال الغاشم على شعبنا الفلسطيني"، وقال "إنّ استشهاد أمّ فلسطينية قبل أيام قليلة على أيدي جيش الاحتلال ليس سوى غيض من فيض الانتهاكات، فهناك أعدادٌ من الضحايا عصيّة على الحصر، من الأطفالِ والنساءِ والشيوخ، وهناك الآلاف من الأسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا، هذا الشعب الذي يضعُه المحتلّون في سجن كبير وفي معازل عنصرية، على مرأى من العالم ومسمع".
وأعرب الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا، عن استهجانه للحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، فقال "عندما اتخذ شعبنا خيارَه الديمقراطيّ، وعبّر عن إرادة حرّة عبر صناديق الاقتراع؛ كان عليه أن يُعاقَب، كان عليه أن يُحاصَر، وأن تُنتزعَ اللقمةُ العزيزة من أفواه صغاره"، وأضاف "نقول لشعبنا وأهلنا وأحبّتنا في فلسطين؛ لن نرضى بتمرير سياسة التجويع، لن نصمت على سياسة التجهيل، لن تقرّ لنا عين والمرضى محرومون من الدواء"، كما قال.
وفي ما يتعلق بمواقف الأطراف الأوروبية؛ تابع عبد الله "نقولُ لكافة الأطراف المعنيّة في أوروبا وخارجِها، أنتم مطالبَون بالتراجع الفوري عن التوّرط في سياسة التجويع هذه، فهي خروج فاضح عن المعايير الإنسانية والأخلاقية، وانحياز صارخ للجلاّد على حساب الضحية".
وبشأن انعقاد المؤتمر والتحضيرات التي سبقته، قال عادل عبدالله "إنّ هذا المؤتمر هو حصيلة جهودكم جميعاً، فما كان له أن يتواصل عاماً بعد عام ومحطة بعد أخرى، وما كان لنجاحاته على هذا النحو أن تتراكم لولا التفافُكم الرائع حول التجرِبة، ولولا استنهاضكم الحثيث للمحاولة، ولولا تعبيركم الأصيل عن إرادة النهوض بواقعِ الشتات الفلسطينيّ في أوروبا".
وأضاف عبدالله "إنّ ما نأمله من هذا المؤتمر؛ هو أن يكون فضاءً للتواصل الفاعل، وأن تتمخّض عنه مقرّرات مبدئيّة وتوجّهات عمليّة"، لافتاً الانتباه إلى أنّ المؤتمر قد لقي "دعماً وإسناداً من عدد هائل من الجمعيات والاتحادات والروابط واللجان العاملة ضمن الشتات الفلسطينيّ في أوروبا"، معتبراً أنّ ذلك "يجعلنا نتحقّق أكثر فأكثر؛ كم أنّ هذه القضية حيّة ونابضة في وعي شعبها أينما كانوا"، كما قال.
واختتم الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا بالقول "إنّ مؤتمرنا اليوم ينعقد في مالمو وعيوننا تتطلّع إلى القدس وإلى يافا وحيفا وعكا والمجدل، ولأننا نسير في الاتجاه الصحيح لحركة التاريخ؛ فإننا في يوم ما سنكون هناك بإذن الله، شاء من شاء وأبى من أبى".
الرفاعي: العودة قضية حياة لفلسطينييأوروبا

أما مركز العدالة الفلسطيني في السويد، الذي استضاف المؤتمر لهذا العام، فقد أكد أنّ الفلسطينيين في أوروبا متمسِّكون بحقّ العودة إلى فلسطين، ويتطلّعون إلى تفعيل هذا الحق وتمكينهم منه. وندّد المركز بالعقوبات المفروضة على الشعب الفلسطيني، على خلفية الانتخابات الديمقراطية الأخيرة، داعياً إلى التراجع عنها والكف عن "سياسة تجويع الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها موسى الرفاعي، مدير مركز العدالة الفلسطيني، في افتتاح المؤتمر، معيداً إلى الأذهان "أنه المؤتمر الرابع بعد لندن، وبرلين، وفيينا، فاليوم يأتي مؤتمر مالمو محطة متجددة، نؤكد فيها أنّ الإرادة الفلسطينية أينما كانت تأتلف حول الوطن، وتجتمع حول هذه القضية العادلة، وأنّ العودة ليست حقاً مؤكداً وراسخاً وحسب؛ وإنما هي كذلك قضية حياة بالنسبة لكل فلسطيني أينما كان".
وتحدّث الرفاعي عن بعض الأبعاد التي يمثلها انعقاد هذا المؤتمر، فقال "إنه مؤتمر نريد أن نتواصل عبره تواصلاً حيّاً ومتفاعلاً مع الشعب والأرض والديار في فلسطين، مؤتمر نتجاوز فيه المسافات الشاسعة، ونعلو به فوق الحواجز والأسوار، فنلامس الهمّ الفلسطينيّ ذاته الذي ينغمس فيه أولئك القابعون خلف الجدار العنصري".
وتابع موسى الرفاعي قوله "يأتي مؤتمر الفلسطينيين في أوروبا ليؤكِّد للقاصي والداني؛ أنّنا مُتمسكون بلا تردّد بالحقوق ومتشبِّثون بلا تلكّو بالعدالة، وأنّ فلسطين بالنسبة لأبنائها سواء أكانوا في مخيم من المخيمات أم في مدينة أوروبية؛ هي قضية مصير"، وقال "إنّ الخيار الذي نملكه ليس سوى خيار واحد، والإرادة التي نحملها بين جنبْينا ليست سوى إرادة واحدة، إنها العودة"، على حد تأكيده.
وفي ما يتعلّق بالتطوّرات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، أوضح مدير مركز العدالة الفلسطيني بالسويد، "إننا إذ واكبنا ذلك الأداء الديمقراطيّ الرفيع لشعبنا في القدس والضفة والقطاع؛ فإننا نؤكد أيضاً أنّ شعب فلسطين أينما كان يساند الخيارات الديمقراطية المستقلة، ويندِّد بفرض العقوبات على خلفيّتها، ويستهجن المساومة بالمال على كرامة الشعب وعدالة قضيّته، ويرى في توجّهات الحصار تناقضاً مع المعاييرِ الأخلاقية وتنصّلاً من الالتزاماتِ الإنسانية".
وتابع موسى الرفاعي قوله "لا بدّ أن نشدِّد في هذا المقام على أنّ الجدير بفرض الحصار عليه هي سلطات الاحتلال؛ لا الشعب الواقع في الأسر، وأنّ العقوبات كان ينبغي أن تستهدف من لا يتوانون عن ارتكاب الخروق والانتهاكاتِ لقرارات الشرعية الدولية، ويواصلون عبر آلة حربية شرسة اقتراف أعمال القتل بحقّ المدنيين، وجرائم الإعدام خارج نطاق القضاء، ويصادرون أراضي المواطنين الفلسطينيين، ويقطعون أوصالها"، مضيفاً "هؤلاء من يتوجّب لجم سياساتهم وكبح عدوانهم وتقويض جدارهم العنصريّ"، وفق قوله.
وشدّد الرفاعي على أنّ "أبناء شعبنا الفلسطينيّ في أوروبا يؤكدون اليوم عبر هذا المؤتمر، وللعام الرابع على التوالي، أنّ هويتهم الفلسطينية متجذِّرة وعصيّة على الاقتلاع، وأنّ تمسّكهم بحق العودة راسخ ولا يقبل المساومة أو التجزئة، وأنّ أنظارهم كباراً وصغاراً ترنو إلى يوم الإياب إلى المدن والقرى والديار والمقدّسات".
وخلص موسى الرفاعي إلى القول "إننا في مركز العدالة الفلسطيني، لعلى ثقة كاملة بأنّ تفعيل الأطر الفلسطينية كافّة، داخل فلسطين وخارجها، ينبغي أن يتواصل، بما يضمن إسهام كل قطاعات شعبنا في خدمة هذه القضية العادلة، وبما يجسد وحدته العضويّة أينما كان، وبما ينهض بتحدِّيات المرحلة والتزاماتها"، كما ورد في كلمته.
وفود وحشود تشارك في أعمالالمؤتمر
وقد تحدّث في المؤتمر العديد من ممثلي الوفود الفلسطينية المشاركة من أنحاء القارة الأوروبية، علاوة على ممثلين عن وفود فلسطينيي العراق، ولبنان، وسورية، ووفود من داخل فلسطين ذاتها، بمن فيهم مشاركون من فلسطينيي 48، والأكاديمي الدكتور أسامة رضوان الأستاذ بالجامعة الإسلامية بغزة، وناشطة شابة من حركة فتح بقطاع غزة.
وفي الندوة الرئيسة التي عُقدت في المؤتمر؛ تحدّث كل من الكاتب والمحلل الفلسطيني بلال الحسن، والأكاديمي الدكتور عزام التميمي، والباحث والإعلامي حسام شاكر، والإعلامي الدكتور أحمد كامل، في ما قدّمها الكاتب نضال حمد الذي يرأس الجالية الفلسطينية في النرويج.
واتسعت أعمال المؤتمر الذي ضم أطياف العمل الفلسطيني العام، لمجمل الشرائح الاجتماعية الفلسطينية. فعلاوة على المشاركة الفاعلة للمرأة الفلسطينية في أعماله؛ شهد الحدث مؤتمراً موازياً للشباب الفلسطيني، وندوة موسّعة باللغة الإنجليزية للجمهور السويدي، ومعرضاً للصور والكاريكاتير، علاوة على مشاركة عدد من فرق الفنون الشعبية الفلسطينية التي تأسست في أوروبا، وفرقة "أم النور" القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
ولقي المؤتمر دعماً وإسناداً من عدد هائل من الجمعيات والاتحادات والروابط واللجان العاملة ضمن الشتات الفلسطيني في أوروبا. وكان من بين الأطراف المشاركة في المؤتمر على المستوى السويدي والاسكندنافي وحده؛ كل من الجالية الفلسطينية في النرويج، والجالية الفلسطينية في فنلندا، والمنتدى الفلسطيني بالدانمرك، والسفارة الفلسطينية في السويد، واتحاد الجمعيات الفلسطينية بالسويد، ولجان الدفاع عن حق العودة – السويد، والجمعية الفلسطينية الثقافية في السويد، وتحالف حق العودة – السويد، وجمعية الشعب الفلسطيني بأوبسالا، ورابطة الصداقة الفلسطينية السويدية بهلسنبوري، ومجموعة 194 بلاندسكونا، والجمعية الفلسطينية بلاندسكرونا، والجمعية الفلسطينية بمالمو. إلاّ أنّ ذلك يبدو في الواقع مجرد غيض من فيض الجهات المشاركة الذين تمتلئ بأسمائها القوائم.
وكانت قوافل من الحافلات قد تحرّكت من أنحاء أوروبا صوب مدينة مالمو السويدية، للالتحاق بهذه الفعالية الأهم لفلسطينيي أوروبا. وسعى كثيرون للمشاركة في أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع، محمولين بالطائرات والقطارات والسيارات الخاصة، وعلى متن السفن التي أبحرت إلى المدينة الساحلية السويدية.
وخصّص المؤتمر المنعقد في مالمو فضاء حوارياً موسّعاً للشباب الفلسطيني، لضمان مشاركة أكثر فعالية للعنصر الشاب في صياغة اهتمامات الفلسطينيين في أوروبا.
ورأى معلِّقون في عدد من وسائل الإعلام الأوروبية أنّ التئام هذا المؤتمر، وتحقيق هذه الفعالية الكبرى نجاحاً متعاقباً، هو بمثابة مؤشر على تبلْوُر حضور فاعل لفلسطينيي أوروبا في الإسهام في مجريات القضية الفلسطينية، وعدم استئناسهم بالاكتفاء بحالة الترقّب لمشاركة ملموسة من جانبهم طال انتظارها في الشأن الفلسطيني العام.
نجاح كبير لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث في فيينا ،شاركت وفود فلسطينية من كافة أرجاء القارة الأوروبية، في المؤتمر السنوي الثالث لفلسطينيي أوروبا، الذي نظمه يوم السبت السابع من أيار / مايو، مركز العودة الفلسطيني، ومقره لندن، بمناسبة ذكرى النكبة. وقد حاز المؤتمر الذي شارك فيه ألفا شخص على مدار يوم كامل، على تجاوب كبير من الهيئات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، وكذلك من الناشطين والأفراد المقيمين في مختلف الدول الأوروبية، مع حضور ملموس للأكاديميين والمثقفين الفلسطينيين.

وشارك في أعمال المؤتمر لهذا العام، الذي حقق نجاحاً لافتاً للانتباه، مسؤولون وسياسيون نمساويون، وممثلون عن مؤسسات نمساوية وأخرى عربية وإسلامية على المستويين النمساوي والأوروبي، علاوة على حشد من ممثلي المؤسسات الفلسطينية الناشطة في المجتمع المدني الأوروبي
.
عشرات الوفود وألفا مشارك وشخصياتبارزة

وحضر إلى المؤتمر أكثر من واحد وعشرين وفداً فلسطينياً، يمثلون الجاليات والتجمعات الفلسطينية في الأقطار الأوروبية، التأموا تحت عنوان "فلسطين أرض وشعب، وحدة واحدة لا تتجزأ: لا للجدار العنصري في فلسطين"، بينما واكبت أعماله عشرات المحطات التلفزية ووسائل الإعلام العربية والأوروبية والعالمية، وشهد المركز الصحافي التابع له حشداً من الصحافيين والإعلاميين.
وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأول قد انعقد في لندن، عام 2003، بينما التأم المؤتمر الثاني في برلين في العام الماضي، في حين جاء المؤتمر لهذا العام المنعقد في العاصمة النمساوية ليؤكد طابعه المرجعي المتنامي على المستوى الشعبي الفلسطيني في هذه القارة، وليعزِّز دوره التنسيقي بين مؤسسات الفلسطينيين واتحاداتهم وجمعياتهم في عموم أوروبا.
وتحدثت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر شخصيات فلسطينية ونمساوية بارزة، وكان من بين المتحدثين الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين، والأرشمندريت عطا الله حنا المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة، ويوهان هاتزل رئيس برلمان فيينا، وعضو البرلمان ذاته عمر الراوي، والكاتب والناشط النمساوي المناهض للعولمة الاقتصادية ليو غابرييل، وممثلو قوى شعبية نمساوية، وعدد من مسؤولي وممثلي الجالية الإسلامية والعربية والفلسطينية في النمسا.
وشاركت في أعمال المؤتمر الثالث لفلسطينيي أوروبا مؤسسات ومحاضرون وشخصيات تعكس الطيف الفلسطيني المتنوع. فعلاوة على الشيخ التميمي، والأرشمندريت حنا؛ شارك في أعمال المؤتمر كذلك رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني عبد الله الحوراني، والنائب في البرلمان الأردني حياة المسيمي، والأديب والكاتب الفلسطيني رشاد أبو شاور، والمفكر الفلسطيني منير شفيق، والأكاديمي الدكتور رائد نعيرات رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية.
وقد أوفد رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي، ممثلاً عنه برتبة سفير إلى المؤتمر، ألقى خطاباً فيه، راجياً للمؤتمر النجاح، ومشيراً إلى أهمية تواصل أبناء الشعب الفلسطيني حيثما كان.

قاضي قضاة فلسطين: حق العودة يمثل
جوهر القضية الفلسطينية

حذّر قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي من أنّ "الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو احتلال استيطاني استئصالي إحلاليّ، يعمل على استئصال أصحاب البلاد الأصليين وطردهم من أراضيهم واستقدام اليهود من شتى بقاع الأرض لإحلالهم مكانهم".

وأكد الشيخ التميمي الذي يرأس أيضاً المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، أنّ "حق عودة اللاجئين من الشتات إلى أراضيهم وديارهم وبيوتهم؛ يمثل جوهر القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وركناً أساسياً أصيلاً من أركان السيادة الفلسطينية، بل هو أصل القضية وأساسها، لأنها في الأصل قضية شعب شُرِّد بالحديد والنار من أرضه ووطنه، فهو حق مقدس يستمد شرعيته من القرار رقم 194 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، بل إنّ هذا القرار وغيره لا قيمة له إذا أُلغي حق العودة، لأنّ الأغلبية العظمى من الشعب الفلسطيني لن تتمكن عندئذ من ممارسة حقوقها الكاملة التي نصت عليها هذه القرارات".
وبينما شدّد قاضي قضاة فلسطين على أنّ "كلّ من يفكر بالتعويض دون العودة فإنه آثم"؛ فقد أعاد إلى الأذهان في الوقت ذاته أنّ "أرض فلسطين ليست ملكاً لليهود، بل هي أرض عربية إسلامية، وسيبقى أبناؤها متمسِّكين بها مدافعين عن عروبتها وإسلاميتها بالمُهَج والأرواح".

الأرشمندريت عطا الله حنا: أثبتمأنكم سفراء لفلسطين وقضيتها

وشارك الأرشمندريت الأب الدكتور عطا الله حنا، الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة، في مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث، بخطاب مباشر وجهه إلى المؤتمرين في فيينا من القدس المحتلة. وقال الأب عطا الله حنا "من القدس الشريف أبعث إليكم بأطيب التمنيات والأدعية، من أجل حفظكم وتوفيقكم ونجاح مؤتمركم الهام، كما وأتوجه بالتحية الخالصة المقرونة بكل تقدير لمركز العودة الفلسطيني الذي أعدّ لهذا المؤتمر ودعا إليه. كما وأودّ أن أنقل إليكم جميعاً تحية القدس ومقدساتها ومؤسساتها وفعالياتها وأهلها الفلسطينيين الصامدين في مدينتهم وفي وطنهم الحبيب".
وأشار الأرشمندريت عطا الله حنا إلى أنّ "انعقاد مؤتمركم يأتي في ظل مؤامرة مستمرة ومتواصلة منذ سنوات تستهدفنا كفلسطينيين في الصميم، وتستهدف قضيتنا العادلة، حيث أنّ إسرائيل ومن يدعمها يرغبون بتصفية القضية الفلسطينية ويسعون إلى ذلك بكل ما أوتوا من قوة، إذ أنهم يريدون فرض حلول غير منصفة علينا تضمن الأمن والأمان لإسرائيل ولكنها لا تعيد الحقوق المشروعة لأصحابها الشرعيين".
وأضاف الأب عطا الله حنا "لا أعتقد بأنّ هنالك فلسطيني واحد أو عربي واحد يقبل بالتنازل عن القدس أو عن حق العودة أو عن غيرها من الحقوق المشروعة لشعبنا"، وقال "لا وألف لا لمشاريع السلام الاستسلامية التي يريدون فرضها علينا دون أن نحصل على شيء".
وحثّ الأرشمندريت حنا الفلسطينيين في أوروبا المجتمعين في مؤتمرهم السنوي على مضاعفة الجهود، فقال "إنّ لكم دوراً هاماً في دعم صمود شعبنا، وقد أثبتم في البلاد التي تقيمون فيها أنكم سفراءُ لفلسطين ولقضية شعبها العادلة، فنحن نحثكم على مواصلة نشاطاتكم الوطنية وإبرازكم لعادلة قضيتنا في المحافل الدولية، لكي تصل كلمتنا إلى كلِّ مكان، وهي الكلمة التي يسعى الاحتلال وأعوانه لحجبها، فأنتم جزء أصيل وهام من شعبنا وأمتنا".

رئيس برلمان فيينا: احتفالات فيينابإزاحة النازية بشرى للمؤتمر

وقد أعرب رئيس برلمان فيينا، يوهان هاتزل، عن امتنان وترحيب كبيرين، لأنّ فلسطينيي أوروبا قد اختاروا العاصمة النمساوية مكاناً لانعقاد مؤتمرهم السنوي الكبير.



كما أبدى يوهان هاتزل تفاؤله لجهة توقيت انعقاد المؤتمر، لأنه يتزامن مع ذكرى تحرير فيينا من النظام النازية قبل ستين عاماً، وذكرى جلاء قوات الحلفاء المحتلة عن النمسا قبل خمسين عاماً، عندما قامت الجمهورية النمساوية الثانية، وأشار إلى أنّ ذلك يبعث على الاستبشار بالنسبة لانتهاء معاناة الشعب الفلسطيني، الذي قال إنه طالما بقي خاضعاً للاحتلال وطالما استمرت مأساته فإنّ العالم منتهياً لن ينعم بالأمن والسلام.
وكان رئيس برلمان فيينا يوهان هاتزل قد أفصح في كلمته عن شعوره بالحزن، لأنّ الجماهير الفلسطينية التي توافدت إلى فيينا من كلِّ أنحاء أوروبا حيل بينها
ووطنها، وحرمت من عقد مؤتمرها هذا على أرض فلسطين.

ناشطون نمساويون ينددون بـ "جدار
العار" ويعززون مطلب العودة

ودعا ليو غابرييل الكاتب النمساوي البارز، والناشط في حركة مناهضة العولمة الاقتصادية و"الليبرالية الجديدة"، إلى هدم الجدار العنصري الذي تقيمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وهو الجدار الذي وصفه بـ "جدار العار". وقال ليو غابرييل وسط تفاعل كبير من الجماهير الحاضرة من عموم القارة الأوروبية "ينبغي علينا أن نقوِّض هذا الجدار" مشيراً إلى بعض ما يترتب عليه من مآسٍ، ومعرباً في الوقت ذاته عن تحيته للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
وقد ألقت الناشطة النمساوية، ساندرا غايتس، كلمة قوية في مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث، باركت فيها انتفاضة الشعب الفلسطيني، والتي رأت فيها تعبيراً قوياً عن الرّوح الديمقراطية الحقة، مستنكرة أن توصف الدولة العبرية بأنها دولة ديمقراطية وأنها متفردة في ذلك على صعيد المنطقة كلل.
وقالت غايتس وهي يهودية الأصل ومناهضة للصهيونية، "نحن لا نحارب بعضنا بعضاً، فهذه ليست حرب مسلمين ضد مسيحيين، أو حرب مسلمين ضد يهود، كما أنها ليست حرب صراع الحضارات"، معتبرة أنّ "الحرب" ضد ما اعتبرتها حالة من الظلم العالمي.
وأبرق وزير الداخلية النمساوي الأسبق، كارل بليخا، تحياته إلى المؤتمر الثالث لفلسطينيي أوروبا، معبراً عن ترحيبه بانعقاده في هذا البلد الأوروبي، راجياً له النجاح. ويرأس كارل جمعية العلاقات النمساوية العربية، المعنية بتعزيز العلاقات والتعاون بين الجانبين النمساوي والعربي على المستويات الرسمية والشعبية.
وقال عمر الراوي النائب في برلمان فيينا، في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر فلسطينيي أوروبا "علينا أن نتمسك بقضية العودة، فهي حق إنساني للجميع"، موجهاً التحية للمجتمعين في فيينا من كل أنحاء القارة الأوروبية.

ماجد الزير: فلسطينيو أوروبا جزء لا
يتجزأ من شعبهم الواحد

وقد اعتبر ماجد الزير، المدير العام لمركز العودة الفلسطيني، في الكلمة التي افتتح بها أعمال المؤتمر، أنّ "انعقاد هذا التجمع، وقبله كان برلين، والذي جاء بعد مؤتمر لندن؛ هو بمثابة تجديد لإعلان واضح وصريح من جموع أبناء الشعب الفلسطيني في أوروبا، بمختلف أعمارهم وأجناسهم، من أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد، مرتبطين بنفس المصير، متمسكين بكل الحقوق، وعلى رأسها حق العودة إلى قراهم ومدنهم التي هُجِّروا منها".
وذكر ماجد الزير أنّ فلسطينيي أوروبا "يؤكدون أيضاً على أنّ بُعد المسافة واختلاف الظروف المعيشية والحياتية وتقادم الزمن والسنين عليهم في البلاد الأوروبية؛ لا تعني نسيان الحقوق. وأنّ الحصول على المواطنة الأوربية لا تتناقض مع المطالبة بالحقوق في فلسطين".
وفي معرض توضيحه لتأثير المؤتمرين الماضيين؛ قال ماجد الزير إلى أنّ "ردود الفعل ونتائج مؤتمري لندن وبرلين هي التي دفعتنا وحفّزت فينا الهمم على الاستمرار في عقد مثل هذه التجمعات، لما لها من أثر كبير نافذ وعملي أيضاً؛ في تلاقي أبناء الشعب مع بعضهم والتنسيق فيما بينهم وإرسال رسائل ذات مغزى لكل من يدّعي تخلي الشعب عن حقه".

عادل عبد الله: معاً ندشن قافلة
العودة

وأما عادل عبد الله، الأمين العام لرابطة فلسطين بالنمسا، التي استضافت المؤتمر هذا العام، فقد علّق على الدعاوى التي تطالب الفلسطينيين بالتنازل عن حق العودة بقوله "رسالتنا اليوم أيضا هي رسالة بليغة إلى الذين يحسبون أنّ حقّ العودةِ قابل للطّمس أو الاجتزاء، قابل للبيع أو التنازل، نقول لهم: جوابنا تجدونه لدى الطفل الفلسطينيّ في أوروبا، كما تلاقونه لدى طفلِ المخيّم، ردّنا هو ردّ الأجيال القابضة على حقها في العودة منذ سنة ثمانية وأربعين وحتى يوم العودة القريب بإذن الله".
وبعد أن خصّ عادل عبد الله بالتقدير "الجهات المسؤولة في النمسا وفي مدينة فيينا العريقة، التي تعاونت معنا بكل ترحيب لإنجاح المؤتمر، وأتاحت التسهيلات اللازمة"؛ حيّى الوفود الفلسطينية الحاضرة من أنحاء القارة الأوروبية، ثم قال "معاً ندشِّن قافلة العودة، ومعاً نرسم ملامح مستقبل الحرية والكرامة لأبنائنا وبناتنا. وما ضاع حقّ وراءه مُطالِب".

محاضرات عن العودة والجدار وتفعيلدور فلسطينيي أوروبا
وألقيت في المؤتمر عدد من المحاضرات والكلمات، ونظمت ورشات عمل شارك فيها نخبة من الأكاديميين وقادة الرأي في الشعب الفلسطيني من مختلف مناطق الشتات وداخل فلسطين المحتلة 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأما الندوة المركزية التي أقيمت في المؤتمر، والتي أدارها أحمد رمضان المدير العام لوكالة "قدس برس" للأنباء؛ فقد تناول المحاضرون فيها عدداً من قضايا المرحلة المرتبطة بعنوان المؤتمر لهذا العام.
جاءت محاضرة عبد الله حوراني، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس الوطني الفلسطيني عن "حق العودة في مشاريع التسوية غير الرسمية"، وقد خصص المفكر الفلسطيني منير شفيق محاضرته لاستعراض "استراتيجية التعامل مع الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ـ حق العودة نموذجاً".
وناقش الكاتب والأديب الفلسطيني رشاد أبو شاور، في محاضرته دور "المثقف الفلسطيني في الحفاظ على الحقوق الوطنية والقومية والروحية الفلسطينية"، كما طرحت حياة المسيمي، النائب في البرلمان الأردني، محاضرة عرضت فيها مسألة "فلسطينيي الخارج بين التفاعل مع الواقع والتمسك بحق العودة".
وتناول الدكتور رائد النعيرات رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس، في محاضرته قضية "الجدار الفاصل في العقلية الإسرائيلية".

صدور وثيقة "إعلان
فيينا"

وخرج مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثالث بوثيقة حملت اسم "إعلان فيينا للتمسك بحق العودة". وجاءت هذه الوثيقة خلاصة لورشات العمل التي عقدت وكلمات الضيوف ورؤساء الوفود ومداخلات الجمهور.
وفي هذا الوثيقة رأى المُؤتَمِرون في "نجاح مؤتمر فلسطينيي أوروبا، معبِّراً قوياً عن حالة التعاضد والتكاتف بين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا، وبرهاناً على أنّ قضية فلسطين حيّة ونابضة في الوعي الجمعي لأبناء الشعب الفلسطيني في القارة الأوروبية. وأنّ الشعبَ الفلسطيني وحدةٌ واحدةٌ لا تتجزأ، في كلِّ أرجاء فلسطين، وفي أي بقعة من بقاع العالم".
وقد حذِّر المُؤتَمِرون من "جدار الضم والفصل العنصري، المُدان دولياً، عبر قرار محكمة لاهاي الدولية والجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي يضع الشعب الفلسطيني في معازل، ويلتهم أراضيه، ويُوْدِعُه في سجن كبير، ويحرمه من التواصل الداخلي، ويمزق أوصال الأرض الفلسطينية. ومن هنا؛ يشدِّد المُؤتَمِرون على مطالبتهم بتدخل المجتمع الدولي والأطراف ذات الصلة للمسارعة إلى إرغام سلطات الاحتلال على إزالة الجدار العنصري الذي يجري التوسع في تشييده على أرض فلسطين وفرض العقوبات الرادعة عليها جراء انتهاكاتها العدوانية وممارساتها التوسعية".
كما جدّد المُؤتَمِرون في فيينا، "تمسّكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 48، فهو حق راسخ في الشرائع والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، وهو لا يُقبل التنازل عنه أو المساومة عليه أو الاستفتاء حوله. وهو حق غير قابل للتجزئة أو إعادة التحوير، ويرفض المُؤتَمِرون بشدة الالتفاف عليه أو المساس به بأي صيغة كانت".
ومن بين ست عشرة مادة تتضمنها وثيقة "إعلان فيينا"؛ جاء رفض "كل التصريحات والمبادرات والحملات التي تستهدف النيل من حق العودة. وتدعو القيادة الفلسطينية إلى التمسك بكل الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة"، بينما دعا المؤتمرون جميع المؤسسات الفلسطينية والهيئات العاملة لحق العودة والقضية الفلسطينية بشكل عام إلى "تنسيق جهودها وتوحيد خططها لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بحق العودة في هذه المرحلة الخطيرة. ويدعو المؤتمرون كافة الفلسطينيين إلى المشاركة الفاعلة والانخراط في الفعاليات المختلفة التي تؤكد على حق العودة".
وطالبت الوثيقة باسم الفلسطينيين في أوروبا الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والبلدان الأوروبية، بحكوماتها وبرلماناتها ومؤسساتها العامة، "بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه غير القابلة للتصرف، وقطع الطريق على أي دعم مقدّم للاحتلال الجاثم على هذا الشعب، كما يحثّ الفلسطينيون في أوروبا الشعوب الأوروبية الحرة على مزيد من المساندة الفاعلة للعدل والحرية في فلسطين والاستمرار في الوقوف ضد الظلم والاحتلال، ويدعون قادة الرأي في أوروبا إلى إدراك خطورة المظلمة التاريخية الواقعة على الشعب الفلسطيني وضرورة أن يتداعى الجميع للإسهام في رفع هذه المظلمة انطلاقاً من المسؤوليات الإنسانية والأخلاقية".
وفي واحدة من المواد العملية التي تضمنها "إعلان فيينا" جاء "يشدِّد المُؤتَمِرون على أهمية السعي إلى إجراء انتخابات للوجود الفلسطيني حيثما كان، ويشيرون في هذا السياق بصفة خاصة إلى ضرورة إجراء انتخابات للفلسطينيين في أوروبا، تفرز تمثيلاً فاعلاً لهم ضمن الإطار الفلسطيني الذي يتفق عليه الجميع دون استثناء، وتجعلهم أكثر قدرة على القيام بدورهم في خدمة وطنهم وقضيتهم في المرحلة الراهنة والمقبلة".

نشاطات وتحركات متنوعةالمؤتمر

وقد شهد المؤتمر توقيع وثيقة التمسك بحق العودة، التي تنصّ على "عدم تخويل أيٍ كان بالتنازل أو التفريط بحق العودة"، بينما تم توزيع دليل التمسك بحق العودة الذي يحوي أهم الحقائق حول قضية اللاجئين.
وشهد المؤتمر اجتماعات موسعة للمؤسسات المشاركة في أعماله تم فيها تدارس سبل تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى بين المؤسسات والجاليات الفلسطينية في أوروبا، في ما تباحث المشاركون في ورشات العمل التي شهدها المؤتمر في قضايا عدة، من قبيل تطوير العلاقة مع الساحات الأوروبية رسمياً وشعبياً، وتوريث الانتماء الفلسطيني وتطوير التفاعل مع القضية الفلسطينية بالنسبة للأجيال الجديدة من فلسطينيي أوروبا، وتعزيز أداء فلسطينيي أوروبا على الأصعدة السياسية والإعلامية والمؤسسية.
وتضمّن المؤتمر معرضاً لصور الفنان الفلسطيني أحمد جاد الله، الذي حضر إلى فيينا ليعرض للحاضرين تجربته في التقاط صور صحافية مؤثرة من وحي المعاناة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهي الأعمال التي حصدت جوائز عالمية وعربية عدة، ودفع ثمناً لها نيران الاحتلال وشظايا القذائف الإسرائيلية التي استقرت في جسده.
كما جرى عرض أفلام وثائقية بشأن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، بينما أدّت فرقة الاعتصام للفنون الشعبية الفلسطينية القادمة من الأراضي المحتلة سنة 1948 وصلات فنية شهدت تفاعلاً حاراً من قبيل الجماهير المحتشدة، وفي مقدمتهم الشخصيات المشاركة في أعمال المؤتمر كالشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين.
ونُقلت أعمال المؤتمر كاملة بالبث الحي المباشر عبر شبكة الإنترنت، وهو ما مكّن أعداداً غفيرة أخرى من التفاعل المباشر مع المؤتمر الثالث لفلسطينيي أوروبا.